الثلاثاء، 5 مايو 2009

حوار مع اسرة الطالب المختطف عمرو عراقي

الطالب المختطف عمرو عراقي في عيون أسرته (حوار خاص)

"هادئ الطباع وحافظ لكتاب الله وبارا بوالديه ومحب للعلم..."

كانت هذه هي أولى الكلمات التي نطقت بها والدة الطالب/ عمرو إبراهيم عراقي الطالب بالفرقة الأولى مدني بكلية الهندسة، والذي اختطفه الأمن من داخل الحرم الجامعي واعتدى عليه البلطجية بالضرب المبرح، وانتهى الأمر بحبسه 15 يوماً على ذمة التحقيق فيما عُرف بقضية "الأربعاء الأسود داخل جامعة الفيوم"...
وعلى الرغم من أنه لم يكن مشاركاً مع الطلاب الذين اعتدى البلطجية عليهم داخل الحرم الجامعي، وكان جالساً
بالقرب من مكان الاعتداءات يراجع مع زملاءه المادة التي سيؤدي امتحان أعمال السنة بها بعد قليل ، إلا أن البلطجية الهمجيين أصروا على ضربه واختطافه حينما اقترب من مكان الاعتداءات ليتفقد أحوال زملائه المصابين ...

وفي محاولة للتعرف على ملابسات الحادث أكثر التقى فريق موقع طلبة فور فيوم بأسرة الطالب وأجرى معهم الحوار التالي....


التقينا في البداية بوالدة الطالب، والتي استقبلتنا بحفاوة شديدة.. وعلى الرغم من تأثرها الشديد بالموقف، وبكاءها أكثر من مرة فيه إلا أنها أصرت على أن تكمل معنا الحوار...

- بداية نريد أن نعرف البطاقة الشخصية لعمرو ؟

- عمرو إبراهيم عراقي ، مواليد 11/ /11 1989م - طالب بكلية الهندسة جامعة الفيوم الفرقة الأولي مدني... وهو أكبر إخوته ويليه ثلاث أخوات وأخ.

- ماذا يمثل لك عمرو ؟

- ابني الأكبر والصدر الحاني علي قلبي والخلق الرفيع.


- حديثنا عن شخصية ابنكم عمرو ؟

- عمرو إبني إنسان خلوق جداً ومحب لدينه كثيراً ، وحافظ للقرآن الكريم كاملاً وختمه مجوداً ومتقناً وهو في سن الحادية عشر من عمره ، محب للعلم كثيراً ، يهوي النت وتصفح المواقع الإسلامية ، كما أنه متميز في صنع برامج للمحمول.

- وكيف عرفتم بخبر اعتقاله وخطفه من الجامعة ؟

- اتصل بأبيه أحد زملائه الذي كان يجلس بجواره، وروي له ما حدث.. حيث أنه كان يجلس بجوار كلية الهندسة يذاكر استعداداً لدخول امتحان الميدتيرم الساعة التاسعة والنصف، وفوجئ بالأمن يضرب الطلاب.. وبتلقائية إبني الشديدة قام ابني بالتصوير من كاميرا تليفونه المحمول، ولكن فوجئ بالأمن يعتدي عليه بالضرب ويعتقلونه.. ومن ثم اتصل بي أبوه وأخبرني بما حدث .

- وماذا كان رد فعلكم عند سماع الخبر ؟

- والله أنا أول كلمة قولتها "لا حول ولا قوة إلا بالله" .. ثم احتسبته عند الله ، لأنني قلقت عليه بشده عند سماع انه اعتدي عليه بالضرب من الأمن، "أنا خايفة عليه أوي" !!!

- كيف استطعتم أن تخبروا إخوته بما حدث ؟

- عند عودتي من الشغل مباشرة في حدود الساعة الواحدة ظهراً ... ترددت في البداية كثيراً في إخبارهم، ولكنني في النهاية أخبرتهم حين عودتهم من جامعتهم ومدارسهم ، وقلت لهم ادعوا لأخوكم الكبير عمرو.

- ما المفقود بالنسبة لحضرتك في غياب عمرو ؟

حنان الإبن على أمه ، وعلاقته الجيدة الحانية بإخواته ..


لم تستطع والدة عمرو أن تكمل معنا الحوار لتأثرها الشديد بالموقف، وانهيارها بالبكاء ...

فتوجهنا بالسؤال إلي أخته التي تليه مباشرة :

- ماذا يمثل عمرو لك؟

- عمرو هو أخي الكبير والعطوف، هو بالنسبة لي كاتم أسراري، عمرو ده حاجة كبيرة أوي في حياتي.

- كيف تلقيتي الخبر ومتى ؟

- تلقيته بذهول شديد وصدمة من هول المفاجأة ومن هول ما سمعته مما حدث داخل الجامعة.. واستنكرت رد فعل الأمن لأخي باعتقاله، لقد علمت بما حدث بمجرد عودتي من الجامعة ودخولي باب بيتنا في الساعة الثانية والنصف ظهراً.

- من كلماتك عنه أحسسنا أنكِ أقرب أخت لعمرو ، فما الكلمة التي توجهينها له الآن ؟

- أخي الحبيب عمرو .. إثبت أنت على الطريق الصحيح، على الرغم من أنك مظلوم، فإن الله لن يتركك أبداً.

- أما أخته الصغرى فردت بكل براءة حينما سألناها : كلمة توجهينها للأمن؟

- حسبي الله ونعم الوكيل، ربنا ياخدكم .. عمرو معملش حاجة، عمرو كان رايح الامتحان.

وأخيراً توجهنا بالسؤال إلي والدته وطلبنا منها توجيه رسائل إلى من تختاره.

فقالت أوجه رسالة إلى الأمن الذي خطف إبني من الجامعة :
- اتقوا الله في أولاد المسلمين لأنهم هم المستقبل للإسلام، فكيف تزرعون فيهم الجُبن والسلبية والخوف؟!!

وأوجّه رسالة إلى الإعلام والصحفيين:
- كونوا إعلام حر.. ولقد قرأت وسمعت ما حزنت عليه، يا إعلامنا كن صادق.. الطلاب هم من تم الاعتداء عليهم وضربهم .. انقلوا الأخبار صحيحة ولا تحرّفوها - كما فعلت إحدى الصحف - ..

وأوجه رسالة إلى إبني الحبيب "عمرو" :
- اثبت حبيبي، فأنت مظلوم، وأنت على الحق، وهذا ابتلاء من الله تعالى، والابتلاء دائماً موجود في طريق الصالحين والأنبياء وأصحاب الرسالات السامية، فكن رجلا كما عهدتك دائماً
ونحن جميعاً ندعوا الله أن يردك إلينا سالماً غانماً لتملأ علينا البيت حناناً كما كان.. فنحن نفتقدك بشدة.

وكان هذا ختام لقاءنا بأسرة الطالب عمرو إبراهيم عراقي وندعوا الله لهم بالصبر والثبات هم وكل أهالى طلابنا المأسورين ، ونسأل الله أن يعيدهم جميها إلى أهلهم سالمين غانمين وأن لا يحرمهم جميعا الأجر والمثوبة .
-------------------------------------------------
أجري الحوار:
اختكم ابنة الاقصي

هناك 3 تعليقات:

dr. Ahmed Sakr يقول...

مهما طال الليل لابد أن يطلع نهار

والأجر والمثوبة لهم إن شاء الله ولن يضيعهم الله أبداً

فقد خلد أسمهم فى جامعة الفيوم بفضل ما فعلوا

حوار رائع ربنا يجعله بميزان حسناتك أختى الكريمة

ابنة الأقصي يقول...

المدون الفاضل الحشري:

تذكرت في كلمات حضرتك انشودة

الظلم لو طال ليله للحق الف نهار
ان طال عذابه وويله لابد يوم ينهار
ده الظلم يوم والحق كل يوم

وهم بالفعل خلدوا اسمائهم ونقشوها علي جدران جامعتنا

israa aboelghit يقول...

ياقوة ياكدابة لو كل الدنيا غابة مش هتخاف الأسود مهما تعوي الديابة


جزيتي خيرا اخييتي

فك الله اسرهم جميعا